عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٢٠٣
آل البيت عند أهل السنة يقف علماء أهل السنة في حيرة أمام النصوص الواردة في آل البيت. وحيرتهم هذه إنما يعود سببها إلى ما يلي:
- كثرة هذه النصوص وتواترها وصراحتها.
- ضغوط السياسة والحكام.
- التزامهم بعدالة الصحابة.
إن التزام أهل السنة بطاعة الحكام وعدم الخروج عليهم مع تبنيهم قضية عدالة الصحابة والتزامهم بالإجماع على ذلك يفرض عليهم الوقوف موقفا سلبيا في مواجهة النصوص الواردة في آل البيت على كثرتها أو بمعنى آخر يفرض عليهم تأويل هذه النصوص بما لا يصطدم بقضية عدالة الصحابة ويثير الناس على الحكام.
إذ أن أئمة آل البيت هم الأئمة الحقيقيون للمسلمين كما أنهم أيضا هم العدول الحقيقيون الواجب اتباعهم في أمر الدين والسياسة.
من هنا يتبين لنا مدى حساسية مسألة آل البيت عند أهل السنة فهم يرفضون المساس برؤيتهم تجاه هذه المسألة كما يرفضون المساس بمسألة الصحابة.
فكلتا المسألتين مبنية على الأخرى ومرتبطة بها فإن تنازل أهل السنة عن رؤيتهم تجاه أهل البيت فسوف يتبع هذا الموقف تنازل عن عدالة جميع الصحابة وبالتالي سقوط مذهبهم مما يهدد القوى الحاكمة التي تتحصن بهذا المذهب.
فما هي رؤية أهل السنة في آل البيت؟
يقول القرطبي: اختلف أهل العلم في أهل البيت. من هم؟
فقال عطاء وعكرمة وابن عباس: هم زوجاته خاصة. لا رجل معهن.
وذهبوا إلى أن البيت أريد به مساكن النبي صلى الله عليه وآله لقوله تعالى: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن).
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست