عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٤٤
الإمامة عند الشيعة تعد الإمامة عند الشيعة أصلا من أصول الدين.. وهذا الأصل هو ما يميزها عن أهل السنة وعن الفرق الأخرى.
ولأجل تبني الشيعة قضية الإمامة نعتوا بالشيعة الإمامية، أي الذين يعتقدون في اثني عشر إماما بعد الرسول صلى الله عليه وآله.
والشيعة حين تتبنى قضية الإمامة إنما تستند في ذلك إلى حجج شرعية تتمثل في نصوص قرآنية ونبوية بالإضافة إلى حجج عقلية.
وهذه النصوص القرآنية والنبوية يعمل بها أهل السنة أيضا لكنهم لا يفهمون منها ذلك الفهم الذي تفهمه الشيعة منها.
وهذا لا يعني أن جميع نصوص الإمامة تعد نصوصا ظنية، بل هناك نصوص قطعية واضحة الدلالة على الإمامة إلا أن أهل السنة سيرا مع قاعدة التأويل والتبرير يخضعون هذه النصوص للمفهوم الذي يتناسب مع عقائدهم.
ولا يخفى أن السياسة تدخلت في تفسير النصوص المتعلقة بالإمامة بل إنها اخترعت نصوصا مضادة لها على ما سوف نبين.
وتحاول بعض الاتجاهات من القدماء والمعاصرين إثارة الشبهات حول فكرة الإمامة عند الشيعة، وذلك بهدف تقويضها والتشكيك في نشأتها لإيصال المسلمين إلى قناعة بأنها فكرة طارئة على الدين ومخترعة من قبل عناصر مدسوسة.
ولقد شغلت قضية الإمامة المسلمين من بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وشهرت السيوف وأريقت الدماء ودب الخلاف بين الأمة بسببها، وما كان كل ذلك يمكن أن يحدث لولا أن هناك انحرافا حدث عن خط الرسول صلى الله عليه وآله بدأ مع مرحلة السقيفة وانتهى بظهور الملكية على يد معاوية (1).

(١) أنظر لنا السيف والسياسة وهو كتاب يعرض لمحطات ظهور الخط الأموي في واقع المسلمين واختفاء خط آل البيت.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست