عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٤٩
السادس: إن اللفظ الواحد قد يتكرر في القرآن بمعان مختلفة.
السابع: إن معاني القرآن صريحة ومحددة، ولو كان الله سبحانه يريد بالإمام الرسول لذكر ذلك صراحة.
الثامن: إنه لا يعقل أن يبعث كل إنسان يوم القيامة بكتابه. وهذا يناقض ما جاء في القرآن. والله سبحانه لم يبين لنا ذلك في حق الرسل فكيف يمكن أن يتحقق في أتباعهم وأقوامهم؟ ثم إن كل رسول هو حجة على قومه بالكتاب الذي جاء إليهم. فما هي الحاجة إلى أن يبعثوا بكتابهم..؟
إن وجود الإمام بالنسبة للأمة ضرورة حيوية ينبني عليها وجودها ومستقبلها. وإن ما عانته الأمة من بعد الرسول وحتى يومنا هذا من فرقة وشتات ومظالم ومفاسد وانحرافات أضاعت هوية الإسلام وأشقت المسلمين إنما يعود سببه إلى فقدان الإمامة من واقع المسلمين.
لقد أدى تعيين الحكام مكان الإمام وإلزام الأمة بطاعتهم بأحاديث مخترعة إلى دخول الأمة مرحلة عبادة الأصنام. فإن الإمام هو الممثل الحقيقي للإسلام وأية قوى تغتصب حقه في تمثيل الإسلام هي قوى صنمية تعبر عن إسلام زائف مخترع يهدف إلى إضلال الأمة وتعبيدها لغير الله.
إن الانحراف عن الإمام يعني الانحراف عن النص. والانحراف عن النص يعني عبادة الرجال بجعل أقوالهم نصوصا يتعبد المسلمون بها.
ولما كانت الأمة قد انحرفت عن أئمتها من بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله فقد استبدلت هؤلاء الأئمة بالصحابة والحكام والتابعين والفقهاء الذين شيدوا بالروايات إسلاما آخر غير الإسلام الذي تركه الرسول.
شيدوا أصناما كثيرة بينهم وأضفوا عليها قداسة مصطنعة كي تصد الناس عن سبيل الله وتحول بينهم وبين معرفة حقيقة الإسلام.
لقد نبت بعد الرسول أكثر من إسلام، وأكثر من حكومة، بالإضافة إلى آلاف الرويات، كل ذلك بهدف سد الفراغ الذي أحدثه غياب الإمام، أو بمعنى أدق تغييبه عن واقع الأمة.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست