عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٥١
والمجبر إلى قوله: (قل كل من عند الله)..
ومن قال برؤية الله إلى قوله: (وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة)..
ومن قال بخلق الأفعال إلى قوله: (يضل من يشاء ويهدي من يشاء)..
وبالجملة فإنك لا ترى فرقة من الفرق المحقة أو المبطلة إلا وهي تستند إلى كتاب الله بل وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وآله، وذلك لأن كتاب الله فيه المحكم والمتشابه والمجمل والمؤول والناسخ والمنسوخ، والسنة فيها ذلك أيضا مع وقوع الكذب والتحريف والتصحيف. هذا كله مع جهل أكثر الخلق بمعانيها وتشتت أهوائهم وزيغ قلوبهم.
فلا بد حينئذ لكل نبي مرسل بكتاب من عند الله عز وجل أن ينصب وصيا يودعه أسرار نبوته وأسرار الكتاب المنزل، ويكشف له مبهمه ليكون ذلك الوصي هو حجة ذلك النبي على أمته، ولئلا تتصرف الأمة في ذلك الكتاب بآرائها وعقولها، فتختلف وتزيغ قلوبها كما أخبر الله تعالى بذلك فقال: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم..) (1).
إن إدراك مدى أهمية الإمامة وضرورتها يتبين لنا إذا ما قمنا برصد الجانب الآخر الذي حل محل الإمام وتسلط على الأمة. ماذا قدم للإسلام والمسلمين..؟
هل تمكن من سد الفراغ الذي حدث بغياب الإمام..؟
هل قضى على الفرق والخلافات والمظالم والانحرافات..؟
هل عبر عن الوجه الحقيقي للإسلام..؟
لا شك أن أي متأمل في واقع المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله يمكنه أن يجيب بالنفي..

(١) حق اليقين في معرفة أصول الدين، ج 1 ط. بيروت.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست