الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ٢١١
قبورهم لا يدرون من أمر دنيانا شيئا، فإن أردنا إقامة الدولة على أي من مذاهبهم فلا بد من إحياء نظام الاجتهاد بأن يكون ثمة مجتهدون أحياء يجدون حلولا لمشكلات عصرنا، بشرط أن يتوفر فيهم العدالة بشروطها علاوة على الإخلاص وسعة العقل وسلامة الدين وزهد الدنيا وحب الشهادة وشجاعة الفؤاد وحب الوطن، والقدرة على التصدي للشرق والغرب والاكتمال في جوانب القيادة، فيكون الواحد منهم زعيما روحيا وقيادة سياسية حكيمة ومرجعا فقهيا عاما.
ثم علينا إنشاء نظام تعليم ديني توضع مناهجه وأسسه بحيث تضمن إنتاج وتخريج أنماط من هؤلاء المجتهدين يقودون الشارع الإسلامي على طريق الحق. ولتكن هذه المدارس أهلية ينفق عليها المسلمون أنفسهم بدلا من إنشاء بنوك إسلامية، وشركات استثمار، وسوبر ماركيت، وغير ذلك من المؤسسات التي تخدم في النهاية نظام الكفر المسيطر عليها وعلى المجتمع.
فإذا توفر لدينا ثلاثة أو أربعة مجتهدين من هذا النوع، فعلى أحدهم أن يتصدى لخوض المعركة السياسية لإقامة الدولة
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست