الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ٢١٠
وعلينا بعد ذلك أن نشكل مجلسا من مجتهدي المذهب الذي نختاره، ودرجات الاجتهاد، وصفات المجتهدين مشروحة مدونة في مظانها فليرجع إليها من أراد، لكنه لا ينبغي أن يكون المجتهد مجتهدا في الحيض والنفاس وما إليه من الأحكام فحسب، بل يجب أن يكون كذلك في كل جوانب الحياة وما يتعلق بها من أحكام، وأن يكون واعيا بسياسة الدولة وقوانينها، فاهما للإستراتيجية وعلومها، مستوعبا للقانون الدولي وطرق تسيير الدولة وقيادة الأمم، لأن المعركة التي تخاض في سبيل تأسيس دولة الإسلام لن تكون حول أحكام الحيض والنفاس وأحكام المولود والزكاة والمواريث، بل ستكون معركة نواجه فيها العالم بقواه الكبرى، التي ستجتمع لإبادة هذا الدين.
إذ من السذاجة أن نتصور أن العالم سيستريح لقيام دولة إسلامية في مصر أو في غيرها.
لا بد إذن أن يكون المجتهد حيا يعرف ما يدور في زماننا من مشكلات، ويعي حلولها في ضوء أحكام المذهب والقوانين الدولية، لأن الشافعي وأبا حنيفة ومالك وغيرهم يرقدون في
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست