الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٦٢
أمة وخير شعب. فأما الانقسام الذي وقع في القيادة فهو الأساس والأخطر، لأن انقسام الأمة والناس لم يكن في الحقيقة إلا نتيجة له. ولأن الإسلام دين شامل كامل كان لا بد من أن تكون القيادة التي تنفذه قيادة شمولية تستوعب جميع جوانب هذه النظرية الواسعة، فتقود الحرب، وتفقه الدين، وتدير الدولة، وتخط السياسة، وتعلم أسرار الدين، وتفهم الشريعة، وتشبع الأرواح، وتحق الحق، ولا تحابي قريبا أو نسيبا، وتحفظ أموال الناس، وتسوي بين أفراد المجتمع.
قيادة تكون - باختصار - أعلم الناس بالنظرية التي تقوم عليها الدولة، فتطابق شموليتها شمولية هذا الدين.
وكان مؤسس الدولة المحاط بوحي الله وعنايته ورعايته خير نموذج للقيادة المطلوبة، بحكم كونه نبي الله المرسل لتطبيق هذه النظرية. فلما انقطع الوحي بوفاة النبي، كان لا بد من أن تحل محل المؤسس قيادة بهذه المواصفات تضمن سير الدولة الوليدة في الخط السماوي الذي وضع لها.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست