الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٦٤
للإسلام، وآخرهم دخولا فيه، وأقلهم معرفة برسول الله، وأكثرهم تطاولا عليه... من الملاعين وأبناء الملاعين والمطاريد، وأبناء البغايا والعاهرات.
ولأن هذه الأشكال لم تكن صالحة للقيادة جامعة لصفاتها انقسمت القيادة إلى ثلاثة اتجاهات متفرقة كان من المفروض أن تجتمع كلها في شخص واحد: الجانب القانوني المتعلق بالشريعة وأحكامها، والجانب الروحي، والجانب السياسي.
وبدلا من أن تكون القيادة عالمة بالشريعة، قائدة في الروحانيات، مدبرة للسياسة، إذا بهذه الجوانب تنفصل عن بعضها، ويستقل بكل جانب واتجاه منها قيادة لا تجمع الثلاثة في آن واحد. فاستقل بالقيادة القانونية من عرفوا بعد ذلك بالفقهاء، ثم انحصر مفهوم الشرع على يديهم في المعنى الفقهي الاصطلاحي الضيق، لأن هؤلاء طلقوا السياسة واكتفوا بجانب أو اثنين من جوانب القيادة، وساحوا في البلدان يعرفون الناس في ظل الأنظمة المنحرفة بأمور الدين، التي انتهج كل منهم في شرحها وجهة شخصية بناء على ما فهم من الدين.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»
الفهرست