شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق (ص) - الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني - الصفحة ١٧٩
عرضت له يستعين بها على ذلك. فهذا داء لا دواء له إلا بأن يلهمه الله الحق. ألا ترى هو لما زار قصد ذلك وأشرك مع الله غيره. انتهت عبارة شفاء السقام. ورأيت للإمام السبكي عبارة في هذا الشأن، وهي موجودة الآن بخط يده في المكتبة الخالدية في القدس الشريف، وقد أرسلت فاستكتبتها، وهذه صورتها بحروفها:
قال رحمه الله تعالى في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وقفت على كتاب العقل والنقل لابن تيمية وهو كتاب [موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول] المطبوع على هامش كتاب منهاج السنة النبوية كلاهما لابن تيمية فوجدت فيه مواضع أنكرتها وكتبت على بعضها حواشي فتحركت أنوف خلق له ففكرت في انتشار أصحاب هذا الرجل وما يخشى من انتشار بدعته وعدم من يقاومهم، فكتبت في ليلة السبت عاشر شوال سنة إحدى وخمسين وسبعمائة رقعة إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأل الله فيها ذلك، وفي آخرها إن كنت مصيبا في اعتقادي فقوني، وإن كنت مخطئا فاهدني، ثم أصبحت دفعتها للشيخ نور الدين السخاوي ليحملها فإنه عزم على الحج، وكان ذلك قبل الظهر، فلما كان الظهر جاءني شخص فأخبرني عن ابن تيمية بخبر يوجب شوطى فيه، وكنت سمعت عنه من شخص مسألة من نحو أربعين سنة فلم أصدقها، فلما تابعه هذا وقع في قلبي صحة ذلك، ثم جاء آخر وآخر وآخر بمثل ذلك، ثم نظمت قصيدة أرسلتها مع الشيخ نور الدين أيضا، فلما أكملت نظمها في ليلة الاثنين ثاني عشر الشهر المذكور وقع في قلبي أن الله تعالى ما هيأ لي تلك الأخبار في ذلك اليوم إلا هداية وجوابا عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانظر هذه القضية ما أعجبها وفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم على، وها أنا أذكر نص ما كتبته في تلك الورقة وما نظمته إن شاء الله، والمرجو من الله إرسالهما ووصولهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونجحهما إن شاء الله، أما الورقة فنص ما فيها: بسم الله الرحمن الرحيم إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إني عبد ضعيف عاجز مسكين وجميع ما حصل لي من خير الدنيا والآخرة أنت كنت سببه وأنت وسيلتي إلى الله سبحانه:
وإني نشأت على دين الإسلام سالما عن الشبه والبدع والأهوية والأغراض والميل إلى جانب من الجوانب، لا أعرف غير أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ثم اشتغلت بالقرآن ثم بالفقه على مذهب الشافعي لا أعرف غير ذلك ولم أسمع ولم يدخل في قلبي شئ غير ذلك لا من العقائد ولا من غيرها، ثم اشتغلت بنحو وأصول فقه وفرائض، ثم بعلم الحديث ذا تصويب فيه إليك، ثم نظرت في شئ من العلوم العقلية واشتغلت بعلم الكلام
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»