شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق (ص) - الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني - الصفحة ١٩١
سبيل الكرامة وهو أهل لذلك، فإنه رضي الله عنه كان من أكابر العلماء العاملين والأئمة الهادين المهديين، وهذا علمه وكتبه النافعة التي خدم بها الأمة المحمدية خدمة لم يشاركه فيها سواه من عصره إلى الآن ملأت الدنيا وانتفع بها الخاص والعام في جميع بلاد الإسلام، ومن كان كذلك لا يستبعد عليه أن يكون الله تعالى قد أكرمه باطلاعه على بعض المغيبات.
ومنها ما حدث من فرقة الوهابية أتباع ابن تيمية من المضار العظيمة على الشريعة المحمدية والملة الإسلامية، ولذلك كان رضي الله عنه أشد أئمة المسلمين إنكارا لبدع ابن تيمية وردا عليه بأشد العبارات شفقة على المسلمين ومحاماة عن هذا الدين المبين; وله في ذلك عبارات كثيرة في كتبه، ولا سيما في الفتاوى الحيثية ولم أر حاجة إلى نقلها هنا فمن شاءها فليراجعها.
فقد ثبت وتحقق وظهر ظهور الشمس في رابعة النهار أن علماء المذاهب الأربعة قد اتفقوا على رد بدعة ابن تيمية ومنهم من طعنوا بصحة نقله كما طعنوا بكمال عقله فضلا عن شدة تشنيعهم عليه في خطئه الفاحش في تلك المسائل التي شذ بها في الدين وخالف بها إجماع المسلمين، ولا سيما فيما يتعلق بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وممن طعن بصحة نقله من الحنفية الشهاب الخفاجي في شرح الشفاء كما تقدم، ومن المالكية الإمام الزرقاني في شرح المواهب كما تقدم أيضا، ومن الشافعية الإمام السبكي كما هو مذكور في كتابه [شفاء السقام] فقد أوضح فيه مع توضيح خطأ ابن تيمية في رأيه عدم صحة نقله أحكاما شرعية استدل بها على تقوية بدعته ونسبها إلى علماء من أئمة المذاهب الأربعة لم يقولوا بها، وذكر مثل ذلك من عدم صحة نقله الإمام ابن حجر الهيتمي في ردوده عليه، ولا يخفى أن ذلك من أقوى العيوب في العالم وأشنع الأخلاق التي تضعف الثقة به وتسقط اعتبار نقله عن غيره وإن كان من أحفظ الحفاظ وأعلم العلماء ويقوى عدم اعتبار نقل ابن تيمية في بضع ما ينقله ما قاله في حقه الحافظ العراقي الكبير.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191