شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق (ص) - الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني - الصفحة ١٨٣
خالف الأئمة الأربعة في ذلك فلم ينفرد به كما هو مبين في موضعه، وهو وإن كان خطأ فاحشا فلا يوجب التفسيق فافهم. انتهت عبارة القول الجلي.
ومنهم شيخ الإسلام صالح البلقيني الشافعي. قال في القول الجلي: وقال شيخ الإسلام صالح ابن شيخ الإسلام عمر البلقيني رحمهما الله تعالى فيما كتبه على كتاب [الرد الوافر]:
ولقد افتخر قاضي القضاة تاج الدين السبكي بأن الحافظ المزي لم يكتب لفظة شيخ الإسلام إلا لأبيه، وللشيخ تقي الدين ابن تيمية، وللشيخ شمس الدين أبي عمر، فلولا أن ابن تيمية في غاية العلو في العلم والعمل ما قرن ابن السبكي أباه معه في هذه المنقبة التي نقلها; ولو كان ابن تيمية مبتدعا أو زنديقا ما رضي أن يكون أبوه قرينا له. نعم قد ينسب الشيخ تقي الدين لأشياء أنكرها عليه معارضوه وانتصب للرد عليه الشيخ تقي الدين السبكي في مسألتي الزيارة والطلاق وأفرد كلا منهما بتصنيف، وليس في ذلك ما يقتضي كفره ولا زندقته أصلا، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر، والسعيد من عدت غلطاته وانحصرت سقطاته، ثم إن الظن بالشيخ تقي الدين أنه لم يصدر ذلك منه تهورا وعدوانا حاش لله، بل لعله لرأي رآه وأقام عليه برهانا " ولم نقف إلى الآن بعد التتبع والفحص على شئ من كلامه يقتضي كفره ولا زندقته إنتهى.
ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي. قال الصفي البخاري في القول الجلي بعد أن ذكر بعض من اعترضوا على ابن الفارض: وأما الذي في اعتقادنا فابن الفارض رجل كبير عظيم المقدار وكان شيخنا لجلال السيوطي مع ذمه القول بالوحدة المطلقة يعتقد فيه، وصنف جزءا وسماه [قمع المعارض لابن الفارض] وذكر على هامش كتاب [جلاء العينين] المطبوع ما نصه، وهو: أي الجزء الذي صنفه السيوطي في ابن الفارض جزء نحو خمس ورقات ذكر فيه أهل الفنون الشرعية والعقلية وأهل المذاهب الأربعة وتكلم على كل فريق منهم بما أداه إليه نظره، فقال في أثناء الكلام على الفقهاء الشافعية: واحذر الكبر والعجب بعلمك فيا سعادتك إن نجوت منه كفافا لا عليك ولا لك، فوالله ما رمقت عيني أوسع علما ولا أقوى ذكاء من رجل يقال له ابن تيمية مع الزهد في المأكل والملبس والنساء، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن، وقد تعبت في رزيته وفتنته حتى ملكت في سنين متطاولة فما وجدت قد أضره في أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا بالكبر والعجب وفرط الغرام في رياسة المشيخة والازدراء بالكبار.
فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور ونسأل الله المسامحة فقد قام عليه ناس ليسوا
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»