فصل الخطاب - سليمان أخ محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ١٠٤
فإن أمته - على قولكم - عبدوا الأصنام كلهم، وملأت الأوثان بلادهم.
إلا إن كان أحد في أطراف الأرض ما يلحق له خبر.
وإلا، فمن أطراف الشرق إلى أطراف الغرب إلى الروم إلى اليمن، كل هذا ممتلئ مما زعمتم أنه الأصنام.
وقلتم: من لم يكفر من فعل هذه الأمور والأفعال فهو كافر.
ومعلوم أن المسلمين كلهم أجروا الإسلام على من انتسب إليه، ولم يكفروا من فعل هذا.
فعلى قولكم جميع بلاد الإسلام كفار إلا بلدكم!
والعجب أن هذا ما حدث في بلدكم إلا من قريب عشر سنين!
فبان بهذا الحديث خطؤكم، والحمد لله رب العالمين.
فإن قلت: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (1): أخوف ما أخاف على أمتي الشرك (2).
قلت: هذا حق، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا تتعارض، ولكن كل حديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (3) أنه يخاف على أمته الشرك، قيده بالشرك الأصغر، كحديث شداد ابن أوس، وحديث أبي هريرة، وحديث محمود ابن لبيد، فكلها مقيدة ومبينة أن ما خاف رسول الله صلى الله عليه وسلم منه على أمته الشرك الأصغر.
وكذلك وقع، فإنه ملأ الأرض، كما أنه خاف عليهم الافتتان والقتال على

(١) مجمع الزوائد: ٣ / ٢٠١.
(٢) ظاهر الحديث أن ما خافه الرسول صلى الله عليه وسلم هو الشرك الموجود عند غيرهم أن يفتنهم أو يجتاحهم، فالمخوف منه هو المشركون المعادون لله ولرسوله وللمسلمين، وهم الذين يحاربون الله ورسوله، ولو كانوا يتلبسون باسم الإسلام، فليلاحظ.
(٣) مجمع الزوائد: ٣ / 201.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 هوية الكتاب 4
2 هذا الكتاب 5
3 المقدمة: المؤلف و الكتاب 7
4 المؤلف: 7
5 الكتاب: 8
6 أهمية الكتاب: 10
7 سبب تأليف الكتاب: 12
8 محتوى الكتاب: 13
9 مزايا الكتاب: 18
10 عملنا في الكتاب: 18
11 مقدمة المؤلف 21
12 وجوب اتباع إجماع الأمة المحمدية] 22
13 إجماع الأمة على شرائط الاجتهاد] 23
14 ابتلاء الأمة بمن يدعي الاجتهاد والتجديد] 25
15 الدين هو الاسلام بإظهار الشهادتين] 26
16 فصل تكفير المسلمين 28
17 آراء وأهواء مخالفة لاجماع الأمة] 29
18 لا عبرة بفهم أولئك لقصورهم 31
19 مخالفة حتى لابن تيمية] 31
20 آراء ابن تيمية وابن القيم] 33
21 في النذور لغير الله] 34
22 في الذبح لغير الله] 35
23 في السؤال من غير الله] 36
24 التبرك بالقبور] 38
25 القدح في المؤلفين لكتب الفقه] 38
26 فصل [الجاهل معذور] 39
27 فصل [كفر الفرق الاسلامية لا يخرج عن الملة] 41
28 فصل [الخوارج وسيرتهم ومذهبهم] 41
29 فصل [أهل الردة] 44
30 فصل القدرية ومذاهبهم 48
31 فصل [المعتزلة وآراؤهم] 50
32 فصل [المرجئة وأقوالهم] 51
33 فصل [الجهمية ودعاواهم] 52
34 فصل [مذهب السلف عدم تكفير الفرق] 53
35 الوهابية تخالف ذلك 59
36 تكفير المسلمين من أقبح البدع 59
37 الفرقة تخالف ذلك 64
38 كلام ابن القيم في عدم تكفير المسلم 64
39 جواب لابن تيمية عن التكفير 65
40 الفرقة تخالف ذلك 70
41 أئمة المذاهب لا يلزمون أحدا بمذهبهم 71
42 الوهابية تخالف ذلك 71
43 فصل اتفاق أهل السنة! على عدم التكفير المطلق للمسلمين 72
44 الوهابية تخالف ذلك 74
45 فصل الايمان الظاهر 74
46 فصل شروط الذي يجوز تقليده في علوم الدين 78
47 أدلة الدعاة على مسلكهم باطلة] 79
48 ليسوا أهلا للاستنباط] 80
49 فصل [الحدود تدرء بالشبهات 84
50 عبارة ابن تيمية ومدلولها 89
51 فصل [نجات الأمة حسب نصوص الرسول صلى الله عليه و آله وسلم 92
52 فصل أحاديث تدل على بطلان مذهب الوهابية 94
53 فصل 97
54 فصل 99
55 فصل 100
56 فصل 103
57 فصل 105
58 فصل 108
59 فصل 110
60 فصل 113
61 الاستدلال بقتل مستحل الخمر بالتأويل 117
62 استدلال سخيف 118
63 فصل حقيقة الشرك وأسبابه 119
64 فصل [حقيقة الاسلام وصفة المسلم 125
65 الخاتمة 140