رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ٧٣
وبناء على هذا نقول: إن قضية إذهاب الرجس عنهم عليهم السلام وتعلق إرادته تعالى به التي لا تتخلف عن مراده هي عصمتهم، وعدم صدور القبائح منهم، وطهارتهم عن الأرجاس حال كونهم مختارين في الفعل والترك غير مقهورين محفوفين بشواغل عالم الطبيعة مما يدعو النفوس إلى الانصراف عن الملأ الأعلى والاشتغال بذكر الله تعالى.
تحقيق دقيق:
ولنا تحقيق دقيق في سد ثغور دلالة هذه الآية على عصمة الأئمة عليهم السلام ألهمنا الله تعالى ببركة ما حققه الرجل الإلهي الفريد في عصره الإمام في العلوم الإسلامية، سيدنا الأستاذ البروجردي أعلى الله في الفردوس مقامه في مباحثه في أصول الفقه في مبحث الجمع بين الحكم الظاهري والواقعي، ورفع التنافي المتوهم بينهما تذكرة مماشاة لمن يصر على كون الإرادة في الآية تشريعية.
فنقول مستمدين العون من الله تعالى:
إعلم أن الإرادة التشريعية هي عبارة عن الحكم بالشئ بأنه ينبغي أن يفعل أو لا يفعل أعني الأمر والنهي والطلب والزجر ليكون الأمر داعيا له إلى ما أمر به، وزاجرا له عن فعل ما نهي عنه وبعبارة أخرى هي إنشاء ما يصلح لأن يكون داعيا له إلى فعل المأمور به وزاجرا عن فعل المنهي عنه لأن ينبعث نحو الفعل من ينبعث بأمره وينتهي عن المنهى عنه من ينتهي عن نهيه، ويتم الحجة على غيره ممن
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست