رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ٦٩
جاءت في الآية الكريمة هي الإرادة الحتمية والتكوينية التي يتبعها التطهير دون الإرادة المحضة والمطلقة التي ربما يعبر عنها بالإرادة التشريعية.
وذلك لأنه تعالى أراد التطهير عن الأرجاس عن جميع المكلفين بالإرادة المطلقة والتشريعية وأمرهم بكل ما ينبغي أن يفعلوه ونهاهم عن كل ما ينبغي أن يتركوه، والآية الكريمة تدل على اختصاص الإرادة المذكورة فيها بأهل البيت عليهم السلام دون غيرهم فلا تكون الإرادة إلا الإرادة الحتمية التي يتبعها التطهير لا محالة.
وأيضا لا ريب في أن هذا التعبير الصريح في اختصاصهم بهذه الإرادة صريح في المدح والتعظيم لأهل البيت عليهم السلام، وإذا كانت الإرادة غير حتمية لا مدح لهم بها، ويختل نظام الكلام المنزه عنه كلام العقلاء فضلا عن الله تعالى.
وعليه لا مناص من القول بأن المراد منها هي الإرادة المستتبعة التطهير وإذهاب الرجس.
وبذلك يدفع توهم شمول الآية لغير أهل البيت عليهم السلام ممن ثبت عدم عصمتهم كأزواج النبي صلى الله عليه وآله.
ومما يدل على أن الإرادة هي الإرادة الحتمية أن متعلق الإرادة في الآية إذهاب الرجس عنهم الذي هو فعل الله تعالى، والإرادة التي تتعلق بفعله تعالى حتمية لا تتخلف عن المراد، ففرق بين ما يكون المراد فعله تعالى، وبين ما يكون فعل الغير المختار، فإذا كان متعلق الإرادة فعل غيره المختار يصح أن تكون هي التشريعية كما يجوز أن تكون
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست