رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ٧١
وهذا كالتوفيق والخذلان فلا يفوز بالتوفيق من الله الذي هو ولي التوفيق إلا من كانت له أهلية ذلك كما لا يصيب الخذلان إلا من جعل نفسه في معرضه.
قال الله تعالى: ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون (1).
فهذه أمور مرتبطة بالشئون الربوبية، واستصلاح حال العباد وما تقتضيه الحكمة الإلهية، وهو العالم بها وبمواردها، وهو الحكيم العليم الفياض الوهاب الجواد الذي لا يبخل، ولا ينفد خزائنه ولا يمنع فيضه ممن له أهلية ذلك.
ألا ترى اختلاف الناس في الاستعدادات، والقوى النفسانية والجسمانية.
فالله تعالى أعطى من أعطاه من قوة الدرك والشعور بحكمته، ولأنه أهل لقبول عطيته وأخذ موهبته ولم يحرم من لم يعطه ذلك، ولم يبخس حقه بل أعطاه بقدر استعداده وظرفيته، ونعم ما قاله الشاعر - بالفارسية:
آنكه هفت إقليم عالم را نهاد * هر كسي را آنچه لايق بود، داد گر بريزي آب را در كوزه اى * چند گنجد قسمت يكروزه اى آب كم جو تشنگى آور بدست * تا بجو شد آبت از بالا وپست.
ثم أن بعض أهل الأهواء، والمغترين بالثقافة الغربية ومن يحذو .

(1) سورة الروم الآية 10.
(٧١)
مفاتيح البحث: الجود (1)، سورة الروم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست