رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ١١٧
إلا أنه لا شك في أن علم الجميع عند علم الله ليس إلا كما قال الله تعالى:
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (1).
ولذا خاطب نبيه الذي علمه ما لم يكن يعلم وقال: وقل رب زدني علما (2) فالإمام كالنبي في حركته الكمالية وسيره إلى الله تعالى لا يقف على حد كما أن أسير إلى الله تعالى في عين أنه في كل مرحلة من مراحله مرتبة من الوصول، ونيل للمقصود لا نهاية له ولا ينتهي إلى حد ففي هذا السير يسير الإمام دائما إلى الأمام، ولا يتساوى يوماه بل كل يوم من أيامه أفضل من أمسه وليس ابتداء هذا السير من حين الولادة الجسمانية بل يبتدء من حين وجوده النوري، ويستمر في العوالم، والنشئات التي يسار به قبل هذا العالم كما أن أمده لا ينتهي بارتحاله من هذه الدنيا، ولعل سائر الناس من العلماء والصلحاء في عالم البرزخ كان هذا حالهم لا ينتهي سيرهم الكمالي بالموت العنصري بل يمكن أن يكون الموت لهم بحسب صلاحياتهم وقابلياتهم مبدءا لمثل هذا السير والله أعلم.
والحاصل أن مثل هذا السير لازم لكل سالك إلى الله ولا نهاية له فهو لا يزال في حال الرجوع إلى الله تعالى: قال الله سبحانه.
.

(1) الإسراء - 85.
(2) سورة طه - 184.
(١١٧)
مفاتيح البحث: الموت (2)، سورة طه (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست