رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ١٢٢
المرتبة وإن كان المراد اختلاف مستوياتهم في الزايد على هذه المرتبة فالذي دل عليه دليل هو أفضلية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام من سائر الأئمة وأنبياء السلف عليه السلام. ويستفاد من بعض الأحاديث أن مولينا المهدي عليه السلام وهو تاسع الأئمة التسعة من ذرية الحسين عليه السلام أفضل التسعة كما أن الأحاديث الكثيرة دلت على أنه عليه السلام يؤم عيسى على نبينا وآله وعليه السلام.
وإن كان المراد أن سيرهم التاريخية دلت على اختلاف مستوياتهم فنقول:
أولا: إن سيرهم التاريخية إنما دلت على علو مستوى أرباب هذه السير، ولم نجد فيما بأيدينا ما يدل على اختلاف مستوياتهم ومجرد عدم حفظ التاريخ سيرة بعضهم وما صدر منه من العلوم لا يدل على أن مستوى غيره ممن حفظ عنه التاريخ ذلك، كان أرفع وأعلى منه لا سيما مع ما نعلم بأن السبب الوحيد في عدم حفظ ما صدر من بعض الأئمة عليهم السلام مثل الإمامين السبطين (ع) إلا النزر اليسير هو السياسات الغاشمة الجبارة الحاكمة على المسلمين.
وإن شئت أن تعرف أفاعيل السياسة في ذلك والخسارات العلمية التي منيت بها هذه الأمة من أرباب هذه السياسات التي حرمت الناس حرياتهم في أخذ العلوم الإسلامية من منابعها الأصلية، ومصادرها الأولية راجع كتب التاريخ، وكتاب النصايح الكافية وكتابنا أمان الأمة.
نعم مرت على هذه الأمة أزمنة كان أخذ العلم عن أهل البيت
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 » »»
الفهرست