رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ١٢٣
عليهم السلام وروايته من أعظم الجرائم السياسية يعذب محبيهم وشيعتهم شر تعذيب وينكل بهم أشد التنكيل يقطعون أيديهم وألسنتهم ويقتلونهم شر قتلة، ويسبون بطل الإسلام، ونفس الرسول وباب علمه، وخليفته ووصيه على المنابر التي لم تقم في الإسلام إلا بمجاهداته وتضحياته وبطولاته.
ففي هذه الظروف والأحوال لم تسمح الفرص لبعض الأئمة عليه السلام القيام ببث العلم كما سمحت للبعض الآخر مثل الإمام الباقر والإمام جعفر الصادق عليهما السلام ومع ذلك فما في أيدينا منهم يكفي في الدلالة على علومهم اللدنية وأن مستوى كل واحد منهم والجميع سواء فهذا الإمام جعفر الصادق عليه السلام قد أخذ العلم منه جماعة يربو عددهم على أربعة آلاف رجل حتى أن الحافظ الشهير ابن عقدة (المتوفى سنة 333) صنف كتابا في أسماء الرجال الذين رووا عنه أربعة آلاف رجل وأخرج لكل رجل حديثا وعلما رواه عن الصادق عليه السلام وله أيضا كتاب من روى عن أمير المؤمنين وكتاب من روى عن الحسن والحسين عليهما السلام، وكتاب من روى عن علي بن الحسين عليه السلام وكتاب من روى عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام وهو الذي قال في مجلس مناظرته إنه يجيب بثلاثمأة ألف حديث من أحاديث أهل البيت عليهم السلام.
ومن سبر كتب الحديث وأصول الشيعة وكتب التراجم والرجال وما بقي مما صدر عنهم في الأجواء المملوءة بالاضطهاد والاختناق في جميع حاجيات الإنسان المعنوية والمادية يعرف أن مستوياتهم في جميع الكمالات أعلى وأنبل من أن يقاس إليهم أحد من الناس جعلنا الله
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 » »»
الفهرست