رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ٧٠
التكوينية، وإن كان الظاهر من موارد الاستعمالات بلا قرينة صارفة الأولى.
وإذا كان متعلق الإرادة فعل الله تعالى أو صدور الفعل عن غيره المختار بدون اختياره تكون الإرادة حتمية لا تتخلف عن المراد وإلا لزم إسناد العجز إلى الباري سبحانه وتعالى شأنه المنزه عن كل عجز ونقص، والمتعالي عن ذلك علوا كبيرا.
ولا يخفى عليك أن في الآية ضروبا من التأكيد في المدح والتعظيم لأهل البيت عليهم السلام كما يدل قوله (تطهيرا) أيضا على عظم شأن هذا التطهير.
إن قلت: على هذا إذا كان إذهاب الرجس عنهم بفعل الله تعالى وإرادته الحتمية كيف يوجه مدحهم، وتفضيلهم على غيرهم لأمر لم يكن من فعلهم ولا باختيارهم؟
قلت: إن عنايات الله الخاصة بل والعامة لا تشمل إلا من له قابلية قبولها، وهو عز وجل أعلم بمحالها ومواردها. قال الله تعالى: وإن من شئ إلا عندنا خزائنه، وما ننزله إلا بقدر معلوم (1).
وقال جل شأنه: الله أعلم حيث يجعل رسالته (2).
وقال سبحانه تعالى: أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم (3).
.

(1) سورة الحجر الآية 21.
(2) سورة الأنعام الآية 124.
(3) سورة الزخرف الآية 32.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست