ثم عقر الجمل.. وترك وما ترك - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١١٧
الأنصاري، فناداهم أبو أيوب: من جاء إلى هذه الراية أو خرج من الجماعة فهو آمن. فرجع منهم ثمانية آلاف، فأمر الإمام (عليه السلام) المستأمنين بالاعتزال.
وبقي أربعة آلاف منهم مستعدين للقتال، فخطبهم الإمام (عليه السلام) ووعظهم فلم يرتدعوا، وصاح مناديهم: دعوا مخاطبة علي وأصحابه، وبادروا إلى الجنة، وصاحوا: إلى الجنة. وتقدم حرقوص ذو الثدية، وعبد الله بن وهب وقالا: ما نريد بقتالنا إياك إلا وجه الله والدار الآخرة.
فقال (عليه السلام): (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) (1).
فكان أول من خرج أخنس بن العزيز الطائي، فقتله الإمام (عليه السلام) وخرج عبد الله بن وهب، ومالك بن الوضاح، وبرز الإمام إليهم وقتل الوضاح وضربه ضربة على رأس الحرقوص وقتله، وأمر أصحابه بالهجوم على العدو.

(1) الكهف / 103 - 104.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست