النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ٩٠
وأما سمعا: فما أشار إليه في الآية المذكورة وغيرها.
قال: (الخامس: يجب أن يكون منزها عن دناءة الآباء وعهر الأمهات (1) وعن الرذائل الخلقية، والعيوب الخلقية، لما في ذلك من النقص فيسقط محله من القلوب والمطلوب خلافه).
أقول: لما كان المطلوب من الخلق هو الانقياد التام للنبي (صلى الله عليه وآله) وإقبال القلوب عليه، وجب أن يكون متصفا بأوصاف المحامد من كمال العقل والذكاء والفطنة، وعدم السهو، وقوة الرأي، والشهامة والنجدة والعفو والشجاعة، والكرم والسخاوة والجود والإيثار، والغيرة والرأفة والرحمة والتواضع واللين وغير ذلك، وأن يكون منزها عن كل ما يوجب التنفير عنه وذلك:
أما بالنسبة إلى الخارج عنه فكما في دناءة الآباء وعهر الأمهات.
وإما بالنسبة إليه، فإما في أحواله فكما في الأكل على الطريق ومجالسة الأراذل وأن يكون حائكا أو حجاما أو زبالا أو غير ذلك من الصنائع.
وأما في أخلاقه فكالحقد والجهل والحسد والفضاضة والغلظة والبخل

(1) فائدة: قيل [إن] آباء النبي (صلى الله عليه وآله) من آدم إلى عبد الله (صلى الله عليه وآله) كانوا وا حدا وخمسين رجلا على عدد ركعات الصلاة اليومية، سبعة عشر كانوا أنبياء وسبعة عشر كانوا أوصياء وسبعة عشر كانوا ملوكا والظاهر أن هؤلاء لم يكونوا أهل الفترة كما ذكره البعض بل كانوا على المذهب الحق عالمين بشريعة الموحدين ويؤيد هذا ما رواه أبو جعفر محمد بن بابويه عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حق عبد المطلب (عليه السلام) (س ط).
قال أبو جعفر: في آباء النبي (صلى الله عليه وآله) اعتقادنا فيهم أنهم مسلمون قال الله تعالى (الذين يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين يريد به تنقله) وقال نبيه (صلى الله عليه وآله) ما زلت أتنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني الله تعالى إلى عالمكم هذا، فدل على أن آباءه كلهم كانوا مؤمنين إذ لو كان فيهم كافر لما استحق الوصف بالطهارة لقول الله تعالى إنما المشركون نجس فحكم على الكفار بالنجاسة (تصحيح الاعتقاد بصواب الانتقاد) (المفيد).
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست