النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ١١
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف الحمد لله الذي دل على وجوب وجوده افتقار الممكنات (1)، وعلى قدرته وعلمه إحكام المصنوعات (2)، المتعالي عن مشابهة الجسمانيات (3)، المنزه بجلال قدسه عن مناسبة الناقصات، نحمده حمدا يملأ أقطار الأرض والسماوات، ونشكره شكرا على نعمة المتظاهرات المتواترات، ونستعينه على دفع البأساء، وكشف الضراء (4) في جميع الحالات.

(1) الممكن وهو الذي لا يتحقق وجوده ولا عدمه لذاته، أي من غير سبب خارج عنه، واستمرارية الوجود في الممكن تفتقر إلى استمرارية علة الوجود وهكذا حتى نحكم بوجوب وجود واجب الوجود، وذلك بدليل بطلان التسلسل وإن لا بد له من نهاية. راجع تجديد الإعتقاد للطوسي ص 67 - 69 وأسفار صدر الدين الشيرازي.
وفي نهج البلاغة... الدال بقدمه على حدوث خلقه وبحدوث خلقه على وجوده مستشهد بحدوث الأشياء على أزليته،... فصار كل ما خلق حجة له ودليلا عليه... بانت الأشياء منه بالخضوع له والرجوع إليه...
(2) عجبت لمن شك في الله وهو يرى خلقه... الذي أظهر من آثار سلطانه وجلال كبريائه ما حير مقل العقول من عجائب قدرته - نهج خ 195 وفي كتاب الله (أفي الله شك فاطر السماوات والأرض) إبراهيم: 10 يستدل بحاجة النظام المتسق البديع إلى منظم، (محاضرات في العقيدة الإسلامية للبهادلي ص 233).
(3) وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه... لا تقع له الأوهام على صفة... حد الأشياء عند خلقه لها إبانة له من تشبهها - النهج.
(4) البأساء والضراء: الشدة.. مؤنثتان من غير تذكير.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 9 10 11 12 13 15 16 17 ... » »»
الفهرست