النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ١٣
فإنها مع وجازة لفظها، كثيرة العلم، ومع اختصار تقريرها كبيرة الغنم، وكان قد سلف مني في سالف الزمان، أن أكتب شيئا يعين على حلها بتقرير الدلائل والبرهان، إجابة لالتماس بعض الأخوان، ثم عاقتني عن إتمامه عوائق الحدثان ومصادمات الدهر الخوان إذا (*) كان صادا (1) للمرء عن بلوغ إرادته، وحائلا بينه وبين طلبته ثم اتفق الاجتماع والمذاكرة في بعض الأسفار، مع تراكم (2) الأشغال وتشويش الأفكار، فالتمس مني بعض السادات الأجلاء، أن أعيد النظر والتذكر لما كنت قد كتبت أولا، والمراجعة إلى ما كنت قد جمعت، فأجبت ملتمسه، إذ قد أوجب الله تعالى علي إجابته.
هذا مع قلة البضاعة، وكثرة الشواغل المنافية للاستطاعة، وها أنا أشرع في ذلك مستمدا من الله تعالى المعونة عليه، ومتقربا به إليه وسميته (النافع يوم الحشر في شرح باب الحادي عشر) وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب (3).

* في الأصل " إذ ".
(1) صد يصد عنه صدودا، اعترض، وصده عن الأمر منعه وصرفه والخوان من المبالغة في الخيانة.
(2) ركم الشئ يركمه إن جمعه إن وألقى بعضه على بعض وارتكم الشئ وتراكم (3) فائدة: إن قلت الثناء على الصفات الذاتية حمد وإسنادها إلى الذات لا يليق بالاختيار وإلا لزم خلوها عنها وحدوثها وزيادتها عليها والكل باطل كما تقف عليه إن شاء الله تعالى في مواضع من هذا الكتاب.
قلت: الصفات مبدأ الأفعال الاختيارية والحمد عليها باعتبار تلك الأفعال فالمحمود عليه فعل اختياري بحسب التحقيق والمآل، أو نقول الحمد هنا مجاز عن المدح كما في قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) (س. ط).
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 9 10 11 12 13 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست