النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ٨٨
ذلك إلى المحاربة دليل على عجزهم إذ العاقل لا يختار الأصعب مع إنجاع الأسهل إلا لعجزه عنه.
ومن ذلك انشقاق القمر ونبوع الماء من بين أصابعه وإشباع الخلق الكثير (1) من الطعام القليل، وتسبيح الحصى في كفه، وكلام الذراع المسموم، وحنين الجذع، وكلام الحيوانات الصامتة، والإخبار بالغائبات، واستجابة دعائه وغير ذلك مما لا يحصى كثرة (2).

(1) قوله وإشباع الخلق الكثير من الطعام القليل وذلك كرات منها لما نزل قوله تعالى وأنذر عشيرتك الأقربين أمر عليا (عليه السلام) أن أئتني بفخذ شاة وعسى من لبن واجمع لي بنو هاشم ففعل ودعاهم وكانوا أربعين رجلا فأكلوا حتى شبعوا ولم يبن النقص في الطعام إلا أثر أصابعهم ولما دعاهم إلى الإسلام قام أبو لهب لعنه الله وهو يقول كاد أن يسحركم محمد (صلى الله عليه وآله) فقاموا بأثره فقال النبي (صلى الله عليه وآله) يا علي افعل [...] مثل ما فعلت ففعل وكان الأمر كذلك، ثم أمره الفعل ثالثا في اليوم الآخر ففعل علي (عليه السلام) [فدعاهم] النبي (صلى الله عليه آله) إلى الإسلام وقال كل من آمن بي فالخلافة له من بعدي فما أجابه إلا علي (عليه السلام) فبايعه على الخلافة.
- ومنها يوم ذبح له جابر بن عبد الله الأنصاري عناقا يوم الخندق وخبز له صاعا ثم دعاه فقال (صلى الله عليه وآله) أنا وأصحابي فقال نعم، ثم جاء إلى امرأته وأخبرها بذلك فقالت وأنت قلت له امض وأصحابك قال لا بل هو قال أنا وأصحابي قلت نعم فقالت هو أعرف بما قال، فلما جاء قال ما عندكم قال جابر ما عندنا إلا عناق في التنور وصاع من شعر، فقال أقصد أصحابي عشرة عشرة ففعل فأكلوا حتى شبعوا.
- ومنها يوم دعته أم سليم فصنعت له مدين من شعير طبخته وعصرت عليه من عكة كان فيها سمن، فقام النبي (صلى الله عليه وآله) ومن معه وهم أربعون رجلا فدخل عليه النبي (صلى الله عليه وآله) وقال أدخلوا علي عشرة عشرة وفعلوا كذلك فأكل الجميع حتى شبعوا (ش ط).
(2) وكتسبيح الحصى في كفه وحنين الجذع وإقبال الشجرة إليه وتكليمه الذئب والثعبان والجان والضب والظبية والطير والناقة والحمار وإدرار شاة أم معبد حين مسحها بيده ولم تكن قبله بسنة درت، وتعليم غنم قوم من عبد القيس بإصبعه لما سألوه ذلك فابيض ذلك الموضع وبقي إلى اليوم معروفا في نسلها، والصاق يد معاد بن [غفرة] [.... أبو جهل] وعبوره مع جيشه على الماء، وغوص قوائم ابن مالك في [الصحراء] حين تبعه قاصدا به السؤ والتصاق الصخرة بيد أبي جهل حين هم أن يرميه بها وشهادة الحجر والمدر برسالته [في حكاية سبحت] وتسليم الركن المغربي عليه (صلى الله عليه وآله) إلى غير ذلك.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 93 94 ... » »»
الفهرست