النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ٣٦
حيث زعموا: أنه لا يقدر على الشر، والنظام (1) حيث إعتقد: أنه لا يقدر على القبيح، والبلخي (2) حيث منع قدرته على مثل مقدورنا، والجبائيان (3) حيث أحالا قدرته على عين مقدورنا.
والحق خلاف ذلك كله، والدليل على ما ادعيناه أنه قد انتفى المانع بالنسبة إلى ذاته وبالنسبة إلى المقدور، فيجب التعلق العام (3).
أما بيان الأول: فهو أن المقتضى لكونه تعالى قادرا هو ذاته، ونسبتها إلى الجميع متساوية لتجردها (4)، فيكون مقتضاها أيضا متساوي النسبة وهو المطلوب.
وأما الثاني: فلأن المقتضى لكون الشئ مقدورا هو إمكانه والامكان

(١) النظام أبو إسحاق إبراهيم بن سيار بن هاني البصري ابن أخت أبي الهذيل العلاف شيخ المعتزلة، والنظام أحد رؤساء المعتزلة أستاذ الجاحظ وأحمد بن الخالط، كان في أيام هارون الرشيد... وإياه عنى أبو النواس بقوله:
فقل لمن يدعي في العلم معرفة * حفظت شيئا وغابت عنك أشياء ولقب بالنظام لنظمه الخرز وبيعها في سوق البصرة، وقالت المعتزلة بل لحسن كلامه، وقد يطلق النظام على غيره كالعالم الفاضل الأعرج النيسابوري، إلا أنه هنا منصرف إلى المعتزلي (الكنى والألقاب ج ٣ بتصرف).
(٢) البلخي أبو القاسم من زعماء المعتزلة رئيس الفرقة الكعبية من مؤلفاته عيون المسائل والجوابات ذكره المسعودي في مروج الذهب.
(٣) أبو علي علي بن محمد بن عبد الوهاب... بن أبان مولى عثمان بن عفان وابنه أبي هاشم عبد السلام ابن محمد ويقال لهما الجبائيان وكلاهما من رؤساء المعتزلة (الكنى والألقاب ٢ / 141).
(4) إيجاد المقدور لا يستلزم مباشرته للفاعل نفسه فالباري تعالى يقدر على إيجاد الحركة بواسطة إيجاد الجسم المتحرك (ط).
(5) عن الزمان والمكان والجهة وغير ذلك مما يوجب عليه الحاجة فليس شئ أقرب إليه من شئ حتى تكون القدرة عليه لذلك دون الأخرى (س ط).
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست