النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ٣٢
فنقول القادر المختار هو الذي إن شاء أن يفعل فعل، وإن شاء أن يترك ترك، مع وجود قصد وإرادة (1)، والموجب بخلافه، والفرق بينهما من وجوه:
الأول: أن المختار يمكنه الفعل والترك معا بالنسبة إلى شئ واحد، والموجب بخلافه.
الثاني: إن فعل المختار مسبوق بالعلم والقصد، والإرادة، بخلاف الموجب.
الثالث: إن فعل المختار يجوز تأخره عنه، وفعل الموجب لا ينفك عنه، كالشمس في إشراقها، والنار في إحراقها.
والعالم كل موجود سوى الله تعالى.
والمحدث هو الذي وجوده مسبوق بالغير، أو بالعدم (2).
والقديم بخلافه.
والجسم هو المتحيز الذي يقبل القسمة في الجهات الثلاث.
والحيز والمكان شئ واحد، وهو الفراغ المتوهم الذي يشغله الأجسام بالحصول فيه (3).

(1) الفرق بين القصد والإرادة، أن القصد أخص والإرادة عام فيقال أراد الله تعالى ولا يقال قصد الله.
(2) المسبوق بالغير والعدم مثلا زمان على مذاهب المتكلمين، وكل مسبوق بالغير مسبوق بالعدم وبالعكس، وأما على مذهب الحكماء فالمسبوق بالغير أعم من أن يكون مسبوقا بالعدم أم لا فإن بعض الممكنات مسبوق بالغير عندهم وليس مسبوقا بالعدم (سرح).
(3) الخير والمكان عند الحكماء مترادفان وأما عند المتكلمين فالحيز هو الفراغ المتوهم الذي من شأنه أن يشغله الجسم والمكان أو الذي يستقر عليه الجسم كالأرض.
(٣٢)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست