مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٣٦
تدور رحاها في اليوم التالي وهو يعلم أنها عركة فاصلة ولكن الطبع غلاب والعادة لها سلطانها.
ولم تكن كل النساء اليثربيات يكتفين بالمفاخذة التعويضية التي تحدث في الأحلام بل كان بعضهن يمتلك حسا واقعيا لم يرض بما يراه أو حتى يحسه في الرؤية فكان يبحث عن الزواج أو النكاح بحثا دؤوبا وفى عجلة ولهفة وينق عن الشاب الجلد الذي يروى الظما ويعطى المتعة ويعرض عن الشيخ الكبير حتى لو كان ذا مال مثل:
سبيعة بنت الحارث الأسلمية كانت زوجة لسعد بن خولة من بنى عامر بن لؤي وكان ممن شهد بدرا فتوفى عنها في حجة الوداع فما ان طهرت من نفاسها حتى بادرت بالتزين والتجمل للخطاب انتظارا لاقبالهم عليها فدخل عليها ثلاثة هم: أبو السنابل بن يعكك وكهل وشاب فاختارت الشاب وفضلته وتفضيل الشاب ليس في حاجة إلى تعليل:
- (... فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب فدخل عليها أبو السنابل بن يعكك فقال لها: مالي أراك تجملت للخطاب ترجين (النكاح) فخطبها فأبت ان تنكحه فخطبها رجلان: شاب وكهل فخطبت إلى الشاب) (28).
وتراوحت الروايات في مدة الوضع بعد وفاة الزوج ما بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع ولم يستغرق طهرها من النفاس أكثر من أسبوعين أي ان سبيعة تزوجت بعد ترملها بشهر أو أقل ولا تفسير لذلك الا الوله بالتماس مع الطرف الآخر.
وواقعة أخرى عن ذوات النزعة الواقعية يحملها لنا الخبر الآتي: -
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست