مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٢٤
3 - (وعن ابن عباس - رضي الله عنه - عن عمر قال كنت انا وجار لي من الأنصار في بنى أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على النبي - ص - ينزل يوما وانزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل عمل مثل ذلك فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته فضرب بابى ضربا شديدا فقال: اثم هو؟
ففزعت فخرجت إليه فقال حدث أمر عظيم... فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي...) (12).
فهذا هو عمر بن الخطاب وهو من (مجلس العشرة المبشرين بالجنة) الذي يشكل (مجلس شورى محمد) والذي حل محل (ملا قريش) الذي كان يحكم مدينة القداسة مكة قبل الاسلام كان يقضى نصف وقته في أشغاله الخاصة فما بالك بمن هو دونه رتبة وأقل لزوقا بمحمد وابعد صلة منه؟!!
وابنه عبد الله بن عمر له درجة رفيعة بين أصحاب محمد تحدثنا الاخبار انه استغرق أربعة أعوام كوامل ليحفظ سورة البقرة ولا شك انه كان يتمتع بما يسميه علماء النفس (الذاكرة الحرفية) وهي التي تحفظ النص الذي تسمعه أو تقرؤه حرفيا مثله في ذلك مثل باقي أقرانه لان المجتمعات الأمية تعتمد على التلقي والحفظ لان وسيلة ايصال المعلومات أو العلوم هي المشافهة وهنا يبرز دور (الحافظة) أو الذاكرة الحافظة)؟ حتى في أيامنا هذه نجد الأمي يعتمد على ذاكرته أكثر من القارئ الكاتب الذي يعتمد على التدوين وليس معنى ذلك أن عبد الله بن عمر كان أميا ولكننا نتحدث عن المجتمع الذي نشأ فيه.
اذن فما الذي جعل ابن عمر يستغرق أربعة أعوام ليحفظ سورة واحدة هي سورة البقرة في حين إننا نرى ونسمع عن أطفال دون العاشرة
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 29 30 ... » »»
الفهرست