مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ١٢
نسوة الآخرين في أثناء الفتح الأعظم أو التفرس في سوقهن (جمع ساق) في عز استعار معركة مصيرية أو مجامعة الزوجة رغم الايمان المغلظة بعدم الاقدام على ذلك أو في أوقات يحرم فيها الفعل أو الاختلاء بزوجة آخر ورؤيتها عارية ومباشرتها (دون المجامعة) بشهادة شهود عدول ومع ذلك يعفو الحاكم عنهما ولا حتى كلمة تأنيب مع أن الفاعل حصن (تزوج محصنة) عشرات الزوجات وعندما قام بعمله المنكر كان واليا على أحد الأمصار وآخر يدخل بعذراء فيجدها مفضوضة وغيره يتزوج بكرا فتلد بعد أربعة أشهر وكانت هناك مشكلة حارقة هي مشكلة (المغيبات) وهن الزوجات اللاتي يخرج أزواجهن للغزو والفتى الوسيم القسيم الذي تتعشقه نسوة يثرب وتتمناه إحداهن وتنشد شعرا بصوت مرتفع: ليتها وذاك الشاب المليح يضمهما سرير وبينهما زجاجة خمر معتق فيسمعها الخليفة فيأمر بحلق شعر الفتى الجميل حلاوة فيتضاعف توله الأثر بيات به يجد الحاكم حلا سوى نفيه وتغريبه عن القرية كلها.
وحليف أحد البطون يتبع نساء ذلك الحي خاصة زوجات الشيوخ أو المرضى الضعاف حتى يضبط مرتين وفى كل مرة يأتي المولود شبيها له ومخالفا لسحنة الزوج - فيتلاعن الزوجان ولا تمس شعرة فيه.
هذه مجرد أمثلة وغيرها العشرات ولكل خبر سنده ولكل واقعة مصدرها ... وهي مصادر لا ترقى إليها ذرة من شك ولا يماري فيها الا المعاند اللجوج.
نعود إلى سياقة الحديث - الذي قطعته ضرورة ضرب الأمثال: - عندما يحيط القارئ بذلك كله علما يغدو تصوره عن ذاك المجتمع مكتملا وواضحا كأنما عاش بين جنباته وخالط افراده وقضى معهم حياته وعاين بباصرته أحوالهم وبذلك تتحقق عدة مقاصد حيوية أهمها ثلاثة:
الأول: ليحكم بنفسه على ذلك المجتمع: هل هو مثالي ونموذجي لم تر له البشرية شبيها ولا نظيرا منذ دبت الحياة على وجه الأرض وحتى قيام الساعة أم لا.
الثاني: تقديم العون الحقيقي لفهم النصوص فهما سديدا فعندما يطالع مثلا الوقائع الخاصة باللعان يستوعب المبنى والمعنى ولا يكتفى بالأول كما يفعل الكثيرون
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست