مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٨
ويبلغ الامر تخوم اليأس إذا كانت ترضى كبرياء الرجل وتشبع غروره وتروى ظمأه الدائم ل‍ الخنزوانة (2).
والمجتمع البدائي مليط (3) من الأنشطة الرياضية والفنية والأدبية التي تشغل أوقات فراغ أعضائه ومن ثم لا يجدون امامهم منفذا لتصريف الطاقات الحيوية لديهم الا في التماس بين طرفيه يتساوى في ذلك الذكر والأنثى ومن ثم يغدو هذا الفعل طقسا لابد من مباشرته يوميا وإذا أغلقت المنافذ المشروعة سعى الطرفان إلى ممارسته عبر العلاقات غير المشروعة وربما كان السعي من ناحية الأنثى أكثر حثا لان وقت الفراغ لديها أعرض.
والأنثى في المجتمع البدائي الذكوري لطول العهد ومع مرور الزمن تستعذب سيادة الرجل عليها وترى في اعتلائه وركوبه وامتطائه لها أمورا طبيعية ثم تتحول إلى حقوق تجهد جهدا شديدا في الحصول عليها وتتفنن في طرائق الوصول إليها فإذا لم تجدها في الضوء عثرت عليها في الظلام وإذا لم تطفئ عطشها في العلن فعلت ذلك في السر وإذا لم تتحصل على بغيتها لدى البعل تحصلت عليها من الخدين.
وهي بذلك تضرب عصفورين بحجر واحد الأول اشباع غريزتها الملتهبة دائما والاخر ان تثبت لنفسها انها أنثى بحق في مجتمع ينقسم إلى فحل ومواطؤة وتغدو عملية التماهي بين قطبيه ميزانا لقدر كل منهما فيه فكلما كان الذكر ظاهر الفحالة كبر في أعين الجميع وبالمثل كلما كانت الأنثى صالحة للتموضع أسفل الفحل عد

(2) الخنزوانة: هي ان يشمخ بأنفه من الكبر وفتح منخره ولهذا يقال (في أنفه خنزوانة) - من (كتاب الفروق) ل‍ أبى هلال العسكري - تحقيق د / احمد سليم الحمصي ص 273 - الطبعة الأولى 1994 - 1415 ه‍ - جروس برس - طرابلس / لبنان.
(3) المليط والأملط من لا شعر له - من القاموس المحيط (ل‍ الفيروز آبادي).
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 7 8 9 10 11 12 13 15 ... » »»
الفهرست