مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٧
مقدمة في المجتمع المتحضر العلاقة بين طرفي النوع الانساني هي علاقة بين رجل وامرأة اما في المجتمع البدائي فهي دافع بيولوجي بين فحل وموطوءة وفيه تجد مرادفات كثيرة للملامسة بينهما تشعرك انها تشغل حيزا وسيعا من تفكيرهم أما إذا كان المجتمع بدائيا وذكوريا معا فسوف تجد أن تلك المترادفات عبرت عن علو مكانة الرجل - نقصد العلو المادي - عند التماس ولا تكتفي بان تموضع الأنثى في المكان الأسفل بل انها توحي بالتسوية بين الأنثى والدابة وذلك يتضح بجلاء في كلمات مثل: الركوب والامتطاء والاعتلاء والوطء.
وعلم الاجتماع يؤكد لنا ان تغيير أحوال أي مجتمع لا يتم بتأثير النصوص مهما كان شأوها من البلاغة والاعجاز ولكن بتغيير ظروفه المادية وليس معنى ذلك انكار أي دور للنصوص في عملية التطوير الاجتماعي ولكن: يعنى انها تأتى مصلية (1) - كما انها تحتاج إلى وقت طويل لتؤتي ثمارها خاصة إذا قصد منها ان تقلع عادات وانساق اجتماعية ذات جذور غوائر وقواعد رواسخ وأصول ثوابت في ارض المجتمع ويزداد الامر تعقيدا إذا كانت قد استمرت مئات السنين -

(1) في (المعجم الوجيز) لمجمع اللغة العربية / صلى الفرس في السباق: جاء مصليا وهو الثاني السباق.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 7 8 9 10 11 12 13 15 ... » »»
الفهرست