مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ١٨
وعندما يأتي إليه أحد صحابته يستعينه على اتمام نكاحه:
(فيسأله: وكم أصدقت؟ فقال: مائتي درهم يا رسول الله قال:
سبحان الله لو كنتم تأخذون من بطن واد ما زدتم والله ما عندي ما أعينك به) (5). وثورة محمد أو غضبه مردها ان ارتفاع المهور يحد من فرص. الزواج (النكاح) وبالقدر عينه يشجع على العلاقات المنحرفة التي قاومها محمد بكل طريقة. ولهذا نراه يتلو قرآنا يغلظ عقوبة الزنا وتجيئ مطابقة لمثيلتها في كتاب اليهود المقدس (التوراة) رجم المحصن وجلد غير المحصن مائة جلدة. وكان للقرآن في نفوس من دخلوا دين محمد رهبة شديدة ولآياته قداسة ما بعدها ولذلك سنجد انه في المشكلات العضال كان فصل الخطاب فيها يأتي عن طريق آيات يقرؤها محمد على الصحابة فما ان يسمعوها حتى يذعنوا لها وللحل الذي حملته على الفور ودون معارضة أو أقل قدر من التمرد منها: كيفية التصرف في أسارى معركة بدر الكبرى (أول معركة حاسمة مع صناديد مكة) وطريقة توزيع الغنائم فيها بعد أن اختلفوا عليها اختلافا كبيرا.
ولقد حسم القرآن نزاعات متعددة بين اتباع محمد ولولاه لحدثت انشقاقات خطيرة بين صفوفهم مثل:
مسالة المواريث وعلى الأخص ميراث المرأة (اما وبنتا وزوجة...) ومثل الاصطدام الذي وقع بين الأوس والخزرج حول من تولى كبر حديث الإفك حتى أن اثنين من كبارهم تبادلا عبارات الرمي بالنفاق (تهمة أشد لعنة من الكفر وأقسى عقوبة فالمنافقون في الدرك الأسفل من النار كما في القرآن وهناك بعض المشكلات أقل أهمية - وأيضا - حسمت بالآيات القرآنية مثل سرقة الأبيرق والظهار... الخ.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست