مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٢٢
المجتمع اليثربي دخله عامل جديد وهو دراسة القرآن وأحاديث محمد والذي يتولى الرد على هذا الدفع: كتب السير والتواريخ التي أخبرتنا ان الاشتغال بهذه العلوم اقتصر على عدد محدود من صحابة محمد: (في مسلم والبخاري عن انس بن مالك قال: جمع القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد أبناء عمو متى) (6) وحتى إذا أضيف إليهم (عثمان وعلى وتميم الداري وعبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو بن العاص) (7) كان معنى ذلك أن مجموع من جمع أي حفظ القرآن تسع أو عشر أنفس في حين ان عدد الصحابة كان مائة الف وأربعة عشر ألفا (قال أبو زرعة:... قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم ومائة الف وأربعة عشر ألفا ممن روى عنه وسمع منه قيل: يا أبا زرعة هؤلاء أين كانوا وسمعوا منه؟ قال: أهل المدينة وأهل مكة وما بينهما والاعراب ومن شهد حجة الوداع) (8).
فإذا كان عدد الصحابة مائة الف وأربعة عشر ألفا ولم يجمع القرآن منهم في حياة محمد سوى عشرة فقط - الا يؤيد ذلك وجهة نظرنا؟ اما أحاديث محمد فمن المتفق عليه ان من كان يجمعها اثنان فقط هما: أبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص والأخير كان يكتب.
وحتى تكون لدى القارئ صورة صادقة عن هذا الامر نورد بعض الاخبار - الموثقة - في هذا السياق:
1 - (قال بعض الأئمة: مات عبد الله بن مسعود قبل ان يختم القرآن) (9). وعبد الله بن مسعود معدود بين علماء الصحابة وخاصة في مجال القرآن وعلومه ولذا كان مغضبا لاستبعاده من اللجنة التي كونها عثمان لنسخ (المصحف الامام) والتي ضمت زيد بن ثابت وكان ابن
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست