مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٢٠
فهؤلاء الزوجات وغالبيتهن العظمى شابات كن يتشوقن إلى الوطء والمفاخذة إبان غياب أزواجهن - ولم يكن الاسلام باحكامه المثالية قد تمكن بعد من النفوس لا في الرجال ولا في النسوان وفى الوقت نفسه لم يكن كل رجال يثرب أو شبابها يخرجون للغزو بل يبقى منهم المئات وليس عندهم ما يشغل أوقات فراغهم. وكما قلنا كان هذا الامر يستغرق جل اهتمامهم ومن ناحية ثالثة كان على محمد ان يضمن للخارج (في الغزو أو غيره) تغطية مسكنه وسلامة انائه حتى يرجع والا أحجم الرجال عن الانخراط في الغزوات والسرايا والبعوث... خوفا على بيوتهم واحجام الرجال عن ذلك أمر بالغ الخطورة لان الجانب الحربي أو العسكري من الجوانب التي لا غنى لمحمد عنها بأي حال من الأحوال سواء لضمان الأمان للدولة القرشية التي أقامها في يثرب أو لتنفيذ الخطة المرسومة المدروسة وهي السيطرة على شبه الجزيرة العربية كلها واذعانها لزعامة محمد وقيادته ولعل ذلك تحقق في العام التاسع الهجري وهو ما عرف ب (عام الوفود).
وسوف نرى عندما نتولى (مشكلة المغيبات) بالدراسة والتوثيق ان أحاديث محمد بشأنها مالت إلى التشديد ومضاعفة العقاب مما يقطع بعمق تلك المشكلة وانها لم تكن أمرا عارضا.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست