مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٣٣
- (عن عبد الله بن مغفل قال: لقى رجل امرأة كانت بغيا فجعل يداعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه ان الله قد اذهب الشرك فتولى فأصابه الحائط فشجه فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال:
أنت عبد أراد بك خيرا وإذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة في الدنيا) (20).
هذا الصحابي يداعب البغي السابقة ثم يبسط يده إليها بادئا بما في نفسه انه ينتهى بهما إلى المواقعة ولكنها تصده صدا عنيفا وتذكره بان ذاك كان أيام الشرك فيؤوب خزيان حتى لا يبصر جدارا امامه فيشجه ولما ينهى الامر إلى محمد لا يعنفه بل يرفق به ويعلمه ان الله أراد به خيرا.
هذه بعض أمثلة على ما كان يقع من حوادث اغتصاب أو شروع فيه ليس من بينها واحد مستخرج من مصدر مشكوك فيه أو (مضروب) أي مغموز فيه وهي تقطع بأن (المجتمع اليثربي) رغم وجود محمد بين ظهرانيه فإن نسق التصاق الذكر بالأنثى ظل كما كان مشتعلا متوهجا.
ولكن الذي يلفت النظر بشدة هو موقف محمد الذي اتسم بغاية الرفق والتسامح والعفو والتجاوز لأنه أدرك بثاقب بصيرته النفاذة ان افراد ذلك المجتمع من المستحيل ان يتغير سلوكهم سريعا.
ومن البديهي ان نذكر ان تلك الأفعال لم تصل إلى ارتكاب ما يستوجب توقيع الحد باستثناء واقعة اغتصاب المرأة التي كانت في طريقها لأداء صلاة الفجر إذ عفا عن الجاني لأنه أكبر فيه شجاعته إذ تقدم طائعا مختارا معترفا بجرمه بعد أن رأى بريئا سوف يدفع ثمن فعلته الشنعاء.
(وفقت مدرسة التحليل النفسي إلى حد كبير في تفسير الأحلام...
وقالت: ان الحلم هو دائما ارضاء لرغبة مكبوتة... فثمت رغبات
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست