مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٣٧
- (عن الربيع بن سبرة ان أباه حدثه انهم ساروا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فقال: استمتعوا من هؤلاء النساء والاستمتاع عندنا التزويج فعرضنا ذلك على النساء فأبين الا ان يضرب بيننا وبينهن اجلا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - افعلوا. فخرجت انا وابن عم لي معه برد ومعي برد وبرده أجود من بردى وانا أشب منه فأتينا امرأة فأعجبها شبابي وأعجبها برده فقالت: برد كبرده وكان الاجل بيني وبينها عشرا فبت عندها تلك الليلة.
وتكملة الخبر تحريم زواج المتعة إلى يوم القيامة (29).
سبيعة الأسلمية فور طهرها من نفاسها تتجمل وتتزين ويدخل عليها الخطاب يعاينونها وتعاينهم ثم تختار منهم الشاب وتذر الكهل الذي أهلك الدهر قوته والأخرى - صاحبة زواج المتعة - لا تعير برد الشيخ الكبير اهتماما رغم نفاسته وجودته وتفضل الشاب ذا البرد الحائل المستهلك إذ ماذا يغنى البرد الجيد عن صاحبه الكبير المتهالك!!!
ووقوع اختيار المرأتين على الشابين مؤشر واضح على قوة نزعة التماس بين الذكر والأنثى لديهن وهيمنته على وجدانهن وانه الهاجس الوحيد الذي يتمركز في بؤرة الشعور لان الاخبار لم تحدثنا ان السبب كان هو حسن خلق الشابين أو عمق تدينهما أو تضحيتهما في سبيل الدين أو لسابقتهما في الاسلام / للسبب في آن.
ولعل من المناسب ان نذكر ان السبب في أن محمدا أحل لأصحابه (زواج المتعة) هو ادراكه العميق لما كان يجرى داخل حنايا (مجتمع يثرب) وكان يهيمن على تفكير الفاعلين فيه من الجنسين فأحل هذا النوع من النشاط حتى يدرأ به عنهم شرور
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست