مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٤٠
كلما دخل عليها وانها تريد فراقه لان رؤيته تصيبها بالغم والكآبة والابتئاس وكان أصدقها حائطا أي حديقة.
وفى رواية حائطين فسألها محمد ان كانت على استعداد لترد عليه حديقته فسارعت تجيب: أردها وزيادة فاستدعى قيسا وفك ما بينهما من عقد النكاح وردت الحديقة) (31) ولأنه أول خلع في الاسلام بين زوج وزوجه نجده مسطورا في كتب المذاهب الفقهية كافة في الأبواب التي تتناول النكاح والطلاق والخلع والظهار...
هذه اليثربية تزوجت رجلا فاضلا لا عيب في دينه أو خلقه أو معاملته أو عشرته أو انفاقه على البيت ومع ذلك أبغضته وفزعت إلى محمد مصرة على طلب الانفصال عنه لمجرد ان منظره كئيب يفقدها متعة التلاقي ونشوة التماس.
وفى المقابل نرى ان ملاحة ابن واحد من الصحابة ووضاءته قد جنتا عليه إذ تعشقته نسوان ذلك المجتمع وتدلهن في حبه وتمنينه وأخذن يصرحن بذلك في أبيات شعر:
- (نصر بن الحجاج بن علاط السلمي كان من أحسن الناس وجها ولمة وفى ليلة سمع عمر بن الخطاب امرأة تقول: الا سبيل إلى خمر فأشربها: الا سبيل إلى نصر بن حجاج وهذه المرأة هي الفريعة بنت همام ويقال: انها أم الحجاج بن يوسف الثقفي ولذلك قال له (للحجاج) عروة بن الزبير: يا ابن المتمنية.
فنفى عمر نصرا من المدينة فأتى الشام فنزل على أبى الأعور السلمي
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست