مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٣٨
العلاقات المحرمة فهو في آخر المطاف (زواج) أو (نكاح) مشروع لا شبهة فيه ومما يؤيد ذلك تيسير ما يدفع في زواج المتعة من صداق أو سياق أو مهر مثل: بردة أو نعلين أو أو حفنة من تمر... ونحن نزكي رأى ابن عباس ان زواج المتعة ظل حلالا حتى حرمه عمر بن الخطاب ونعلل تحريم ابن الخطاب له هو تدفق السبايا والجواري المجلوبات من البلاد المفتوحة والموطوءة على يثرب حتى شبع الرجال منهن ومن ثم لم يعد هناك مبرر ل (زواج أو نكاح المتعة) وسبق ان ذكرنا ان تغير الظروف المادية لدى مجتمع معين يؤدى بطريق الحتم واللزوم إلى تغير أنساقه الاجتماعية وعاداته وأعرافه وأفكاره بل وعقائده وعلى أحسن الفروض تفسير تلك العقائد تفسيرا مختلفا.
ولكن ماذا تفعل المرأة في مجتمع يثرب إذا تزوجت من رجل لم يستطع ارواء ظمئها؟
انها تشهر به وتعلن ذلك للقاصي والداني للبعيد والقريب حتى تعلم القرية (يثرب) كلها بعنته وتلجأ لمحمد طالبة منه ان يخلصها من هذه (المصيبة) ولا تقول ذلك بصورة ملفوفة بأن تلمح لا بل انها تصيح مصرحة بذلك بأعلى صوتها وبطريقة خادشة تفزع حتى الرجال من الكهول:
- عن عائشة قالت: دخلت امرأة رفاعة القرظي وانا وأبو بكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ان رفاعة طلقني البتة وان عبد الرحمن بن الزبير تزوجني وانما عنده مثل الهدبة واخذت هدبة من جلبابها وسعيد ابن العاص بالباب لم يؤذن له فقال: يا أبا بكر الا تنهى هذه عما تجهر به بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما زاد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التبسم وقال:
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست