مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٣٩
كأنك تريدين ان ترجعي إلى رفاعة... لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك) (30).
ورفاعة القرظي هو رفاعة بن السموءل والمرأة هي تميمة بنت وهب.
والخبر موثق أشد ما يكون التوثيق إذ أوردته عوالي دواوين السنة ولا يكاد يخلو منه كتاب من كتب الفقه في المذاهب كافة لأنه انطوى على قاعدة فقهية هي (ذوق العسيلة): - وهو دليل دامغ على أن مسألة الملامسة بين الجنسين في (مجتمع يثرب) مسألة هامة وملحة لدى اليثاربة رجالا ونسوة.
وفى أحيان أخرى كانت المرأة في ذلك المجتمع لا تكتفي بقدرة الرجل على الركوب والمباطنة وكفايته في المجامعة والمفاخذة بل كانت تشترط فيه ان يكون مليحا وضيئا حتى تكتمل لها المتعة أثناء الاعتلاء والامتطاء:
- (امرأة قيل إنها حبيبة بنت سهل الأنصارية وقيل إنها جميلة بنت سلول وقيل إنها جميلة بنت أبي سلول وقيل بل انها أخت عبد الله بن أبي بن سلول تزوجت من قيس بن ثابت وهو قصير دميم ويبدو انها لم تعاينه قبل النكاح (الزواج) فما ان وقعت عيناها عليه حتى كرهته وحاولت ان تعاشره ولكن نفسها لم تطاوعها إذ مما لا شك فيه ان قبح خلقة أحد الطرفين ودمامته يفسدان على الآخر متعته ولذته وبهجته فذهبت إلى محمد وأبلغته انها لا تشتكي من ابن ثابت في خلقه ودينه ولكنها لا تطيقه بغضا وتكره دمامته ولولا مخافة الله لبصقت في وجهه
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست