مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٤١
(له صحبة ومن شيعة معاوية ضد على) فهوته امرأته وعشقها (= نصر) وفطن أبو الأعور لذلك... فابتنى له قبة في أقصى الحي فكان بها واشتد ضناه بالمرأة كلفا بها حتى مات وسمى (المضنى) وضربت به الأمثال) (32).
وفى رواية ان عمر بن الخطاب أمر بحلق رأسه فازداد حسنا وجمالا فتضاعف توله اليثربيات به وأصبحت كل يثربية تتمنى التماس به فنفاه ابن الخطاب عن يثرب (المدينة) ولا ذنب لنصر في ذلك فالجمال منحة من الله لا من صنعه هو والمرء يؤاخذ على ما جنت يداه ويسأل عما اقترف فنفى عمر له وتغريبه إياه لم يكن عدلا وليس في شرع الاسلام ما يسوغه أو يبرره - ونصر هذا أبوه صحابي بلا خلاف وكذا أبو الأعور السلمي (من رهطه وعشيرته) الذي نزل عليه ضيفا في منفاه صحابي أيضا وفى الأغلب الأعم ان المرأة أبى الأعور هي الأخرى كذلك ولم تذكر المصادر اسمها لنتأكد من ذلك ولكننا نقوله من باب الترجيح فهذه المجموعة التي تشكل ابطال القصة تمثل عينة ل (مجتمع يثرب) وما كان يشغله في هذا المجال فلو لم تكن مسألة التلاقي بين الأنثى والذكر ذات بال لما افتتنت اليثربيات بالفتى الجميل نصر ولما لاحقنه وتمنينه وقلن شعرا في ذلك حتى ارتفع الامر إلى الحاكم فلا يجد خلاصا لهذه المشكلة التي أرقت عيون نسوة يثرب الا بنفيه منها.
وتعج المصادر على اختلافها وتنوعها (أحاديث تفسير أسباب نزول وورود ناسخ ومنسوخ فقه...) بصور عجيبة تؤكد ما نذهب إليه:
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست