مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٤٨
متكررة ومتواترة - ولكن في بعض الأحيان يكون طرفا العلاقة (= امرأة الأب والابن) أكثر دهاء فلا يعقدان نكاحا ولكن المباشرة بينها تتم في الخفاء والكتمان:
- (قال أبي بن كعب: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ان فلانا يدخل على امرأة أبيه فقال أبى: لو كنت انا لضربته بالسيف فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: ما أغيرك يا أبى انى لأغير منك والله أغير منى) (48).
وواضح من سياق الحديث ان الرجل يدخل على زوجة أبيه دخولا مريبا وكانت تسعد بذلك بل ربما كانت تسعى إليه وتشجعه وان الريبة هي التي دفعت الشاكي إلى تقديم شكواه إلى محمد وهناك ملحظ على درجة كبيرة من الأهمية وهو ان الخبر لا يفهم منه ان الأب متوفى لعله كان مسافرا في تجارة أو سرية فانتهز الابن فرصة غيابه واتصل بزوجته إلى هذا الحد بلغ طغيان وازع الاتصال بالآخر: نكاح أرملة الأب أو مخادنة زوجته عندما يولى ظهره ويغيب عن بيته!!
لم يفلت من هذا النزوع العارم نحو الاخر صحاب ذوو أسماء لوامع:
- (عن خوات بن جبير بن النعمان عن أبيه قال:
خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة فخرجت من خبائي فإذا بنسوة حولي فلبست حلة ثم أتيتهن فجلست إليهن أتحدث معهن فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا جبير ما يجلسك هنا؟ قلت: يا رسول الله بعير لي شرد) (49، 50).
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست