تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٦٧
العربي هذا الحديث في " أحكامه " وعبارة الداودي: وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ على المنبر * (اعملوا آل داود شكرا) *، وقال: ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود: العدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وذكر الله تعالى / في السر والعلانية " قال القرطبي الشكر تقوى الله والعمل بطاعته. انتهى.
قال ثابت: روي أن داود كان قد جزأ ساعات الليل والنهار على أهله; فلم تكن تأتي ساعة من ساعات الليل والنهار; إلا وإنسان من آل داود قائم يصلي; يتناوبون دائما، وكان سليمان - عليه السلام - فيما روي - يأكل الشعير ويطعم أهله الخشكار، ويطعم المساكين الدرمك، وروي أنه ما شبع قط، فقيل له في ذلك; فقال: أخاف إن شبعت أن أنسى الجياع.
وقوله تعالى: * (وقليل من عبادي الشكور) * يحتمل: أن تكون مخاطبة لآل داود، ويحتمل: أن تكون مخاطبة لنبينا محمد عليه السلام وعلى كل وجه; ففيها تحريض وتنبيه، قال ابن عطاء الله في " الحكم ": من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها، ومن شكرها فقد قيدها بعقالها.
وقال صاحب " الكلم الفارقية ": لا تغفل عن شكر الصنائع; وسرعة استرجاع الودائع، وقال أيضا: يا ميتا قد نشر من قبر العدم، بحكم الجود والكرم، لا تنس سوالف العهود والذمم، أذكر عهد الإيجاد، وذمة الإحسان والإرفاد، وفي وحال الإصدار والإيراد، وفاتحة المبدأ وخاتمة المعاد، وقال - رحمة الله -: يا دائم الغفلة عن عظمة ربه، أين النظر في عجائب صنعه، والتفكر في غرائب حكمته، أين شكر ما أفاض عليك من ملابس إحسانه ونعمه، يا ذا الفطنة، اغتنم نعمة المهلة، وفرصة المكنة، وخلسة السلامة، قبل حلول الحسرة والندامة. انتهى.
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381