تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٦٦
وتقطع في الرواح من بعد الزوال إلى الغروب، مسيرة شهر، وكان سليمان إذا أراد قوما لم يشعروا حتى يظلهم في جو السماء. وقوله تعالى: * (وأسلنا مع له عين القطر) *:
قال ابن عباس، وغيره: كانت تسيل له باليمن عين جارية من نحاس; يصنع له منها جميع ما أحب، و * (القطر) *: النحاس، و * (يزغ) *: معناه: يمل، أي: ينحرف عاصيا، وقال: * (عن أمرنا) * ولم يقل: " عن إرادتنا " لأنه لا يقع في العالم شئ يخالف إرادته سبحانه ويقع ما يخالف الأمر، وقوله: * (من عذاب السعير) * قيل: عذاب الآخرة.
وقيل: بل كان قد وكل بهم ملك بيده سوط من نار السعير; فمن عصى ضربه فأحرقه، و " المحاريب ": الأبنية العالية الشريفة، قال قتادة: القصور والمساجد والتماثيل، قيل: كانت من زجاج ونحاس تماثيل أشياء ليست بحيوان، والجوابي ":
جمع جابية وهي البركة التي يجبى إليها الماء و * (راسيات) * معناه: ثابتات لكبرها، ليست مما ينقل أو يحمل ولا يستطيع على عمله إلا الجن، ثم أمروا مع هذه النعم بأن يعملوا بالطاعات، و * (شكرا) * يحتمل نصبه على الحال، أو على جهة المفعول، أي: اعملوا عملا هو الشكر كأن العبادات كلها هي نفس الشكر، وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فتلا هذه الآية، ثم قال: " ثلاث من أوتيهن فقد أوتي العمل شكرا: العدل في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السر والعلانية "، وهكذا نقل ابن
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381