تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٣٣
منك؟ قال: لا، فأوحى الله إليه: بلى عبدنا خضر، فقال: يا رب، دلني على السبيل إلى لقيه، فأوحى الله إليه أن يسير بطول سيف البحر، حتى يبلع مجمع البحرين، فإذا فقد الحوت، فإنه هنالك، وأمر أن يتزود حوتا، ويرتقب زواله عنه، فعل موسى ذلك، وقال لفتاه على جهة إمضاء العزيمة: لا أبرح أسير، أي: لا أزال، وإنما قال هذه المقالة، وهو سائر، قال السهيلي: كان موسى عليه السلام أعلم بعلم الظاهر، وكان الخضر أعلم بعلم الباطن، وأسرار الملكوت، فكانا بحرين اجتمعا بمجمع البحرين، والخضر شرب من عين الحياة، فهو حي إلى أن يخرج الدجال، وأنه الرجل الذي يقتله الدجال، وقال البخاري وطائفة من أهل الحديث، منهم شيخنا أبو بكر بن العربي رحمه الله: مات الخضر قبل انقضاء المائة من قوله صلى الله عليه وسلم: " أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن إلى رأس مائة عام منها لا يبقى على الأرض ممن هو عليها أحد " يعني من كان حيا حين قال هذه المقالة، وأما اجتماع الخضر مع النبي صلى الله عليه وسلم وتعزيته لأهل بيته، فمروي من طرق صحاح، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " إنما سمي الخضر، لأنه جلس على فروة بيضاء، فاهتزت تحته خضراء ".
قال الخطابي: الفروة وجه الأرض، ثم أنشد على ذلك شاهدا انتهى.
(٥٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة