تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٣٨
ثلاثة، وأيام التلوم ثلاثة، فتأمله.
وقوله سبحانه: (فأبوا أن يضيفوهما) وفي الحديث: " أنهما كانا يمشيان على مجالس أولئك القوم يستطعمانهم ".
قال * ع *: وهذه عبرة مصرحة بهوان الدنيا على الله عز وجل. * ص *:
وقوله: (فراق بيني) الجمهور بإضافة " فراق "، أبو البقاء، تفريق وصلنا، وقرأ ابن أبي عبلة " فراق بالتنوين، أبو البقاء و " بين ": منصوب على الظرف انتهى.
قال * ع *: و (وراءهم) هو عندي على بابه، وذلك أن هذه الألفاظ إنما تجيء مراعي بها الزمان، وذلك أن الحادث المقدم الوجود هو الأمام، والذي يأتي بعد هو الوراء، وتأمل هذه الألفاظ في مواضعها حيث وردت تجدها تطرد، ومن قرأ:
" أمامهم "، أراد في المكان.
قال * ع *: وفي الحديث، " أن هذا الغلام طبع يوم طبع كافرا "، والضمير في " خشينا " للخضر، قال الداوودي: قوله: (فخشينا أن يرهقهما)، أي: علمنا انتهى.
" والزكاة " شرف الخلق والوقار والسكينة المنطوية على خير ونية، " والرحم " الرحمة، وروي عن ابن جريج، أنهما بدلا غلاما مسلما، وروي عنه أنهما بدلا جارية، وحكى النقاش أنها ولدت هي وذريتها سبعين نبيا، وذكره المهدوي عن ابن عباس، وهذا بعيد، ولا تعرف كثرة الأنبياء إلا في بني إسرائيل، وهذه المرأة لم تكن فيهم، واختلف الناس في هذا الكنز المذكور هنا، فقال ابن عباس: كان علما في صحف مدفونة، وقال عمر مولى غفرة: كان لوحا من ذهب قد كتب فيه: " عجبا للموقن بالرزق كيف يتعب، وعجبا للموقن بالحساب كيف يغفل، وعجبا للموقن بالموت كيف يفرح "، وروي نحو هذا مما هو في
(٥٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة