تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٣٦
وفي رواية: " والله، ما علمي وعلمك في جنب علم الله إلا كما أخذ / هذا الطائر بمنقاره من البحر "، وفي رواية: " ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره ".
قال * ع *: وهذا التشبيه فيه تجوز، إذ لا يوجد في المحسوسات أقوى في القلة من نقطة بالإضافة إلى البحر، فكأنها لا شئ، ولم يتعرض الخضر لتحرير موازنة بين المثال بين علم الله تعالى، إذ علمه سبحانه غير متناه، ونقط البحر متناهية، ثم خرج من السفينة، فبينما هما يمشيان على الساحل، إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده، فاقتلعه فقتله، فقال له موسى: أقتلت نفسا زاكية.
قال * ع *: قيل: كان هذا الغلام لم يبلغ الحلم، فلهذا قال موسى: نفسا زاكية، وقالت فرقة: بل كان بالغا.
وقوله: (بغير نفس) يقتضي أنه لو كان عن قتل نفس، لم يكن به بأس، وهذا يدل على كبر الغلام، وإلا فلو كان لم يحتلم، لم يجب قتله بنفس ولا بغير نفس. * ت *:
وهذا إذا كان شرعهم كشرعنا، وقد يكون شرعهم أن النفس بالنفس عموما في البالغ وغيره، وفي العمد والخطأ، فلا يلزم من الآية ما ذكر.
وقوله: (لقد جئت شيئا نكرا) معناه: شيئا ينكر.
قال * ع *: ونصف القرآن بعد الحروف. انتهى إلى النون من قوله: (نكرا).
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة