تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٢٢
حبان في " صحيحهما " وهذا لفظ الترمذي، وقال: حديث حسن، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، " والترة " - بكسر التاء المثناة من فوق وتخفيف الراء - النقص، وقيل:
التبعة، ولفظ ابن حبان: " إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة، وإن دخلوا الجنة " انتهى من " السلاح ".
وقوله: (فمن شاء فليؤمن...) الآية: توعد وتهديد، أي: فليختر كل امرئ لنفسه ما يجده غدا عند الله عز وجل، وقال الداوودي، عن ابن عباس: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) يقول: من شاء الله له الإيمان، آمن، ومن شاء له الكفر، كفر، هو كقوله:
(وما تشاءون / إلا أن يشاء الله رب العالمين) [التكوير: 29] وقال غيره: هو كقوله:
(اعملوا ما شئتم) [فصلت: 40] بمعنى الوعيد، والقولان معا صحيحان. انتهى و (أعتدنا) مأخوذ من العتاد، وهو الشئ المعد الحاضر، " والسرادق " هو الجدار المحيط كالحجرة التي تدور وتحيط بالفسطاط، قد تكون من نوع الفسطاط أديما أو ثوبا أو نحوه، وقال الزجاج: " السرادق ": كل ما أحاط بشئ، واختلف في سرادق النار، فقال ابن عباس: سرادقها حائط من نار، وقالت فرقة: سرادقها دخان يحيط بالكفار، وهو قوله تعالى: (انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب) [المرسلات: 30] وقيل غير هذا، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أبي سعيد الخدري، أنه قال سرادق النار أربعة جدر كثف عرض كل جدار مسيرة أربعين سنة و " المهل " قال أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: هو دردي الزيت، إذا انتهى حره، وقال أبو سعيد وغيره: هو كل ما أذيب من ذهب أو فضة، وقالت فرقة:
" المهل " هو الصديد والدم إذا اختلطا، ومنه قول أبي بكر رضي الله عنه في الكفن: إنما هو للمهلة، يريد لما يسيل من الميت في قبره، ويقوى هذا بقوله سبحانه: (ويسقى من ماء صديد) [إبراهيم: 16] و (المرتفق): الشئ الذي بطلب رفقه.
(٥٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة