تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٢١
وقوله سبحانه: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم...) الآية: تقدم تفسيرها.
وقوله سبحانه: (ولا تعد عيناك عنهم)، أي: لا تتجاوز عنهم إلى أبناء الدنيا، وقرأ الجمهور: " من أغفلنا قلبه " بنصب الباء على معنى جعلناه غافلا، " والفرط ":
يحتمل أن يكون بمعنى التفريط، ويحتمل أن يكون بمعنى الإفراط والإسراف، وقد فسره المتأولون بالعبارتين.
وقوله سبحانه: (وقل الحق من ربكم) المعنى: وقل لهم يا محمد هذا القرآن هو الحق * ت *: وقد ذم الله تعالى الغافلين عن ذكره والمعرضين عن آياته في غير ما آية من كتابه، فيجب الحذر مما وقع فيه أولئك، ولقد أحسن العارف في قوله: غفلة ساعة عن ربك مكدرة لمرآة قلبك، فكيف بغفلتك جميع عمرك. وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم، رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وابن
(٥٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة