تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٢٠
وقوله سبحانه: (أبصر به وأسمع)، أي: ما أسمعه سبحانه، وما أبصره، قال قتادة:
لا أحد أبصر من الله، ولا أسمع.
قال * ع *: وهذه عبارة عن الإدراك، ويحتمل أن يكون المعنى: أبصر به أي:
بوحيه وإرشاده، هداك، وحججك، والحق من الأمور، وأسمع به العالم، فتكون اللفظتان / أمرين لا على وجب التعجب.
وقوله سبحانه: (ما لهم من دونه من ولي): الضمير في (لهم) يحتمل أن يرجع إلى أهل الكهف، ويحتمل أن يرجع إلى معاصري النبي صلى الله عليه وسلم من الكفار، ويكون في الآية تهديد لهم.
وقوله سبحانه: (أتل ما أوحي إليك)، أي: اتبع، وقيل: اسرد بتلاوتك ما أوحي إليك من كتاب ربك، لا نقض في قوله، ولا مبدل لكلماته، وليس لك سواه جانب تميل إليه، وتستند، و " الملتحد " الجانب الذي يمال إليه، ومنه اللحد.
* ت *: قال النووي: يستحب لتالي القرآن إذا كان منفردا أن يكون ختمه في الصلاة، ويستحب أن يكون ختمه أول الليل أو أول النهار، وروينا في مسند الإمام المجمع على حفظه وجلالته وإتقانه وبراعته أبي محمد الدارمي رحمه الله تعالى، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: إذ وافق ختم القرآن أول الليل، صلت عليه الملائكة حتى يصبح، وإن وافق ختمه أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي. قال الدارمي: هذا حديث حسن وعن طلحة بن مطرف، قال: من ختم القرآن أية ساعة كانت من النهار، صلت عليه الملائكة حتى يمسي، وأية ساعة كانت من الليل، صلت عليه الملائكة حتى يصبح، وعن مجاهد نحوه انتهى.
(٥٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة