تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٤٤
لغيره، (والصور) في قول الجمهور وظاهر الأحاديث الصحاح: هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل للقيامة.
وقوله سبحانه: (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا) معناه / أبرزناها لهم، لتجمعهم وتحطمهم، ثم أكد بالمصدر عبارة عن شدة الحال.
وقوله: (أعينهم) كناية عن البصائر، والمعنى: الذين كانت فكرهم بينها، وبين ذكري والنظر في شرعي - حجاب، وعليها غطاء (وكانوا لا يستطيعون سمعا) يريد لإعراضهم ونفارهم عن دعوة الحق، وقرأ الجمهور، " أفحسب الذين كفروا " - بكسر السين - بمعنى " أظنوا " وقرأ علي بن أبي طالب وغيره وابن كثير، بخلاف عنه:
" أفحسب " بسكون السين وضم الباء، بمعنى " أكافيهم ومنتهى غرضهم "، وفي مصحف ابن مسعود: " أفظن الذين كفروا " وهذه حجة لقراءة الجمهور.
وقوله: (أن يتخذوا عبادي) قال جمهور المفسرين: يريد كل من عبد من دون الله، كالملائكة وعزير وعيسى، والمعنى: أن الأمر ليس كما ظنوا، بل ليس لهم من ولاية هؤلاء المذكورين شئ، ولا يجدون عندهم منتفعا و (أعتدنا) معناه: يسرنا، و " النزل " موضع النزول، و " النزل " أيضا: ما يقدم للضيف أو القادم من الطعام عند نزوله، ويحتمل أن يريد بالآية هذا المعنى: أن المعد لهؤلاء بدل النزل جهنم، والآية تحتمل الوجهين، ثم قال
(٥٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 538 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة